قصه ساخره غريبه تحكى عن ممكله وهميه اسمها مورافيا ولد لملكها مولود وحيد فجاء الى الدنيا بأنف كبير
فحزن لمرآه وخشى عليه اذا شب ورأى الناس بأنوفهم الطبيعيه الصغيره ان يحس بالنقص تجاه عيبه الخلقى
فأصدر أمرا عجيبا يفرض على كل من يعيش فوق أرض بلاده ان يضع على أنفه أنفا صناعيا ضخما وألا يخلعه أبدا
ليلا او نهارا وبدأ بنفسه وبزوجته فالتزاما بحمل هذا الأنف الصناعى بصفه دائمه ..وشب الطفل فوجد الجميع بأنوف ضخمه
فلم يشعر بأى نقص بينهم!
وبلغ ولى العهد سن الشباب ..وساءت الآحوال فى الممكله واشتد بها الفقر حتى وصل الحال بملكها الى عجزه عن دفع أجور
خدم القصر فتطلع الى حل لآزمته الماليه فى زواج ولى العهد من أميره ممكله القوقاز الغنيه المجاوره وجاءت الآميره مرغمه
لاتمام هذا الزواج بعد ان خيرها أبوها بينه وبين دخول الدير وفرض عليها ملك مورافيا هو وحاشيتها أن يضعوا الانوف الضخمه
ورآها الامير فاستبشع منظرها وكرها لكنه مضطر لمجاره أبيه..وتأمر كبار رجال الدوله مع شقيق الملك على افساد الزواج
ليتولى شقيقه الحكم ويرفع عنهم أمر ارتداء اللآنوف الضخمه
وتبكى الآميره فى غرفتها حزنا على مصيرها وتخلع أنفها ويدخل عليها الآمير الشاب فيرى انفها الطبيعى ويقع فى هواها
ويتعاطف معها لسبب غريب هو اعتقاده أنها شريكته فى "العاهه"التى يضع أنفا صناعيا ليخفيها عن الناس!!
فهو ايضا صغير الآنف فى الحقيقه ولهذا يحس بالنقص تجاه الآنوف الكبيره ثم يخلع أنفه فيتبدى جماله وتقع الأميره فى هواه
ويتبين من خلال القصه ان الطفل الذى ولد للملك بأنف ضخم قد مات بعد شهور وان الملكه قد اتخذت بدلا منه طفلا آخر
وأخفت الأمر عن الملك حتى لايذهب العرش من بعده الى شقيقه
وفى اليوم التالى يبدأ حفل توقيع عقد الزواج ..فيتصدى شقيق الملك للامير ويعلن أنه لا يجوز أن يكون ملك البلاد فى المستقبل
مشوه الأنف!!..فيخلع الشاب أنفه الصناعى وينكره شقيق الملك ويؤكد أنه ولى العهد
فتضطر المرضعه التى كتمت السر سنوات طويله بعد وفاه الملكه لاعلان الحقيقه أمام الجميع فيطالب شقيق الملك
بتنصيبه هو وليا للعهد بدلا من هذا الشاب الغريب وبأن يتزوج أميره القوقاز طبقا لمشيئه أبيها ان تتزوج ممن سيصبح
ملكا لمورافيا..لكن الأميره تعلن أنها لن تتزوج ألا هذا الشاب او تدخل الدير
فيضع الملك الأمر بين يدى رجال الدوله هل يفضلون هذا الشاب ومعه الفقر والكساد والديون..
فيفضلون جميعا الرخاء وذهب القوقازفيعلن الملك تبنيه للشاب واعتماده وليا للعهد
ويخلع بذلك الجميع أنوفهم المستعاره للابد ويدسونها بالاقدام ويستريحون..ويعودون للحياه بأنوف طبيعيه صغيره
قصه الاديب الفرنسى جان بول سارتر
...............ومن هنا لقد شعر الامير ولى العهد بالنقص لانه صاحب أنف صغير واعتقد انها عاهه
لانه مختلف عن شعبه ذو الانوف الضخمه بالرغم أنه الامير صاحب السلطه والمال والنفوذ على شعبه
فما بال الاشخاص العاديون والى تهمتهم فى الحياه هى اختلافهم نعم اختلافهم والتغير فى خلقتهم
وليس كما يزعم الجاهلون أنه عيب خلقى فقد خلق الله الانسان فى احسن تقويم
وما بال ان يكبر مثل هذا الشعور بداخلهم بابتعاد الناس عنهم وتجنبهم لهم بل واكثر حديث الناس من حولهم
وأذيتهم لهم بالكلمات والعبارات الجارحه والتى يصبح ألم سقوطها على مسامعهم أقسى وأشد ألما
من سقوط السياط على اجسادهم
المؤكد انهم لم يختاروا ان يصبحوا كذلك ولكن ربما ما اختاروه لأنفسهم وما يكمن بداخلهم
أجمل واعمق وأنقى فى الخلق الحسن والايمان والصبر من أشخاص يتسمون باللباقه والمظهر الجميل
أمام الناس ليخفوا به عن حقيقه باطنهم
ولكن وفى النهايه لابد من سقوط جميع الاقنعه وظهور ما تخفيه الوجوه من قبح الخلق وفساد الضمائر
لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله"
فترى لماذا يحرص ركاب القطار او الطائره الذين تجمعهم الاقدار فى رحله سفر
على ان يتعاملوا فيما بينهم برقه وأدب وعطف متبادل واستعداد للمجامله والحرص على مشاعر الاخرين؟؟
اقرب الاجابات للذهن..أنهم يعرفون أنهم رفاق سفر لن يطول وسوف يتفرقون بعد ويذهب كل منهم الى وجهته
ولهذا فهم يترفعون خلال الرحله القصيره عن الصغائر
فأذا كان الامر كذلك ..فلماذا لايهون رفاق رحله الحياه على أنفسهم وعلى شركائهم متاعب السفر
بنفس هذه الروح وبحسن المعاشره وبالتعاطف المتبادل
فرحله الحياه مهما طالت فهى قصيره قصيره جداا؟؟؟؟؟!!!!